أٌدخل صفحات الأنترنت , أبحر في حسابات تويتر , أراقب المناشير في هذا اليوم و البارح ...فوجدت صنفان من النّاس ...صنفٌ يهنّئ بذكرى ميلاد المسيح و صنفٌ يقاوم هذه الموجة من ذوبان الهويّة و اختلال العقيدة ...
لا يشكّ في حرمة التهنئة بهذا العيد إلاّ جاهلٌ لدينه أو مائعٌ ذائب... لا مجال للّباقة و حسن الذوق في هذا الأمر ...إنّه لا يتعلقُّ باحتفال من بين عشرات الاحتفالات الدينية الأخرى التافهة , إنّه لا يرتبطُ باحتفالٍ أجنبي عن ثقافتنا و لكنّه لا يضرّ ...إنّه احتفالٌ بذكرى ميلاد "الله" ...نعم...هذا هو "الكريسمس" ...هذا هو "نوال" ...هذا هو "نافيداد" ...هذا هو عيد"الميلاد" ...في إسبانيا يتغنّى المحتفلون في عشائهم العائلي قائلين " وُلِدَ الله"..."وُلدَ الله الطّفل" ...و في بلداننا الإسلامية لا تنسى فئة من الغافلين ...(الغافلين عن كلّ شيء...إلاّ عن هذا الأمر) تهنئة المسيحيين بعيد ميلاد الله ...
أن تهنّئ المسيح و أصدقائك من المائعين و الضائعين بNoel christmas navidad أو سمّه ما شئت فهذا لا يعني أنّك "كول" ..."أوبن" ..."إين" ...و لا يعني أنّك "متسامح" ..."تحب شعوب العالم" ...و "متفتح" ...
بل يعني ببساطة أنّك لا تعي في الأمر شيء... يعني أنّك لم تفهم بعد ماذا تريد في الحياة ...يعني أنّك لا تهتم لأمر ربّك و دينك ...يعني أنّك لا تنزعج إطلاقا لأن يحتفل الآخرون بشيء يناقض عقيدتك و إيمانك بل و تهنّئهم بذلك ...
ما يحزّ في الأمر هو أنّ الجدل يفتح في مقام من المفروض أن لا يفتح فيه , على الأقل في عالمنا الإسلامي ...هل يجب أن نذكّر كل عام و كلّ مرّة أنّ هذه الجدليات لا يفتحها غير المسلمين في أعياد المسلمين ؟ لأنهم ببساطة لا مكان لأعيادنا في حياتهم حتّى و إن كانت أعيادنا لا تنافي شيئا من عقائدهم ... المؤسف هو أنّه كلّ عام تأتي هذه الأعياد لتذكّرنا بالمستوى العقائدي و الإيماني للكثير من شبّاننا بل و شيوخنا ....
أنا شخصيا و بمناسبة هذا العيد أذكّر أنّني معقّدة و غير متسامحة و فظّ و خارجة من العصور الوسطى المظلمة و أنا سعيدة بذلك :)
صباحكم خير
صباحكم نور من النور رب السماء والأرض
صباحكم مليء بالحيوية والنشاط والحياة فليس كل الناس حي
الحي من زكى نفسه وقد أفلح من زكاها
الحي من اهتم بالتوازن بين نفسه وجسده واختار أن يسمو بالروح
الحي من عاش بقيمه ورسالته وأهدافه
الحي من يجعل من كل يوم فرصة للتطور والتقدم للأفضل لذا يكون يوميا في تحسن واستمتاع
الحي من يتفنن ليتطور وفق ما يمتلكه ووفق الظروف التي يعيشها كي يطعيها فرصة للتغير والتبدل والتطور
الحي من أدرك أن القدر قدرة سخرها الله لنا كي تخدمنا في التطور للأفضل والأروع والأحسن والأمتع فيعيش الحياة مستمتعا مرتاحا يدخل جنة الدنيا وسوف يتنعم بمشيئة الله بعدها بجنة الآخرة !
والميت من نسي نفسه وقد خاب من دساها
الميت من اهتم بجسده وأكله وشربه وانشغاله بزينة الحياة الدنيا
الميت من عاش في ملل وضيق واكتئاب منتظرا الفرج فلا قيم ولا رسالة ولا أهداف
الميت من جعل كل يوم كاليوم الذي مضى ، وفي الغالب سيكون أسوأ
الميت من يتفنن ليثبت لنفسه وللناس أنه غير قادر وأنه ينتظر الظروف ويتفنن في التفكير فيما لا يملك فيعطي نفسه فرصة أكبر للانهيار والذل والضياع
الميت من ظن جهلا أن القدر ضده وأن الله قد قدر له المصائب والانهيارات وأن عليه في الدنيا فقط الالتزام والخنوع والقهر وإلا سيدخل جهنم ، فيعيش باختياره جهنم أخرى على الأرض بجهل بالدين وجهل بروعة القدر !
والخيار لك ، والتغير بيدك ، وكذلك الانتظار بيدك ، لديك ملايين الخيارات يوميا ، ملايين الخيارات لتكون ميتا ، وملايين الخيارات لتكون حيا ، ملايين الأفكار لتأكيد موتك ، وملايين الأفكار لتفجير الحياة داخلك ،، أنت السبب ،، اختر